المرصد الإحصائي
تعيش المرأة المصرية منذ يونيو 2013 في حالة مستمرة من الانتهاكات، ما سلبها حقوق الإنسان الأساسية، فبعد أول حالة اعتقال لثلاث سيدات في الإسكندرية في 3 يوليو 2013 تبعهن أربع سيدات في ذات المحافظة في 5 يوليو وسيدة في 29 يوليو، والعديد من حالات الاعتقال التي رصدتها “نحن نسجل”، ثم مذبحة رابعة العدوية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 920 فردًا، من بينهم عشرين امرأة، ما زاد من جرأة الشرطة والقوة العسكرية على مزيد من الانتهاكات المتوالية التي لم تعرفها المرأة العربية من قبل.
وفي ظل عدم الشفافية للمؤسسات الحقوقية الرسمية، وغياب التوثيق لانتهاكات حقوق الإنسان في ظل القبضة الأمنية على الإعلام المصري تقدم “نحن نسجل” هذا “المرصد الإحصائي” الذي يعد أحدث مخرجات المنظمة للجمهور بعد الإطلاق التجريبي للخرائط التفاعلية والتي بدأت بحصر أعضاء الكادر الطبي المعتقلين في مصر.
وتأتي نسخة المرصد التجريبية لتقدم أنماطًا إحصائية تفاعلية متعددة من الانتهاكات ضد المرأة المصرية، والتي تعتمد على قاعدة بيانات تحدَّث بشكل دوري ومباشر.
ويعد المرصد بنسخته التجريبية نواة مشروع إحصائي موسع لرصد الانتهاكات التي يعيشها المواطن العربي، حيث تكونت لدى “نحن نسجل” العديد من قواعد البيانات التي ترصد انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي، لاسيما في السجون ومقرات الاحتجاز.
ويتم الاعتماد في توثيق بيانات المرصد على ما وثقته “نحن نسجل” من خلال مصادرها في السجون ومقرات الاحتجاز ومقرات الأمن، وتتبع الانتهاكات داخلها، وتشمل بيانات المرصد الحالية جميع مقيدات الحرية في قضايا الرأي والقضايا السياسية، والمختفيات قسريًا والمعتقلات والمحبوسات احتياطيًا والمحكوم عليهن.
ويعتمد المرصد في عرض بياناته على متغيرات مختلفة، لإخراج معلوماته بأشكال إحصائية متعددة، مرتبطة بالحالة الاجتماعية والفئات العمرية ومحافظات الإقامة والسجون ومقرات الاحتجاز ومدد الاعتقال والمحكومية والاختفاء القسري، ما يُمكن اعتباره خدمة جديدة للباحثين حيث يمكن الاعتماد عليها مباشرة في تحليل البيانات إلى جانب توثيقها.
كما يقدم المرصد تحت عنوان “حكاوى الظلام” مجموعة من قصص النساء المعتقلات لكشف المأساة الكبيرة التي تعانيها المرأة المصرية حتى لا تختصر معاناتها في الأرقام والبيانات الإحصائية.
كما يستخدم المرصد خريطة تفاعلية لإظهار صورة كلية لتوزيع الانتهاكات والوصول إلى تفاصيلها بسهولة ويسر.
وهو ما تأمل معه “نحن نسجل” أن يحفز الجهات الرسمية في مصر وفي المجتمع الدولي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع المعاناة عن المرأة المصرية والإفراج الفوري عنهن وتحسين أوضاع السجون ومقرات الاحتجاز.
نحن نسجل
الجمعة 3 يوليو 2020