وصلتنا رسالة جديدة لمحتجزات بسجن النساء بالقناطر تحذر من تفاقم وضع رباب عبد المحسن الصحي داخل محبسها، لذلك نكرر بأنه على السلطات المصرية أن تتعاطي بشكل إجابي مع حالتها التي تتدهور بشكل ملحوظ، ونشدد على أن مسؤولية سلامتها تقع على عاتق السلطات المصرية دون غيرها ممثلة في قطاع السجون وقطاع الأمن الوطني وإدارة سجن القناطر “سجن النساء” والنيابة العامة.

وكان فريق “نحن نسجل” قد أصدر بيان بتاريخ 28 أغسطس 2019، طالب فيه السلطات المصرية بتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمحتجزة رباب عبد المحسن، التي تدهورت حالتها الصحية بشكل خطير مع ارتفاع معدلات تقيئها دم؛ ولكن على ما يبدو أنها لا زالت تعاني من الإهمال الطبي الأمر الذي دفع عدد من النزيلات بسجن القناطر إلى كتابة رسالة استغاثة ومناشدة من أجل انقاذ رباب “أم الأيتام”.

كشفت الرسالة عن استمرار تعرض رباب للإهمال الطبي الجسيم واستهتار إدارة السجن في التعامل مع مرضها لدرجة قيامهم بإحضارها من المستشفى إلى السجن وبذراعها المحاليل وهذا بتاريخ 26 أغسطس 2019، رغم علمهم بصعوبة استجابتها للمحاليل نتيجة وجود تلف في أوردتها ومغادرة المستشفى بهذا الشكل يعني انتكاسة جديدة، وهو ما حدث بالفعل.

تحدثت المحتجزات في رسالتهن عن افتقار مستشفى السجن للحد الأدنى من المعايير الطبية حيث وصفوها بأنها مكان للقتل حيث قالوا “مستشفى السجن أو التي يطلقون عليها اسم مستشفى فهو مجرد لقب وما هي بمستشفى، إنها تقتل المرضى بدلاً من شفائهم”.

وحذرت الرسالة من تكرار واقعة وفاة محتجزة تدعى “الحاجة صفية” داخل سجن القناطر مع رباب، وهذا في حال استمرار تركها فريسة للمرض يفتك بجسدها المنهك المتهالك وحالتها النفسية السيئة بعد أن فقدت الأمل في الإنصاف والإنسانية وتملكها شعور بعدم احترام آدميتها.

وبخصوص واقعة وفاة الحاجة صفية، فلم يتثنى فريق “نحن نسجل” أن يتأكد منها بشكل مستقل، ولكن كما جاء في الرسالة:

“فإنها توفيت بعد تدهور حالتها الصحية وحرمانها من العلاج حيث ظلت تتقيئ دم حتى وافتها المنية حيث لم يكن موجود في مستشفى السجن أنبول “زُفران” لإنقاذها، ليتم بعد ذلك اخراج تقرير طبي أرجع الوفاة إلى انخفاض مستوى السكر في الدم!”

إن رباب عبد المحسن التي تبلغ من العمر 37 عاما، أم لخمسة أطفال يتامى الأب، قيد الاحتجاز التعسفي منذ 15 أكتوبر 2016 “ما يقرب من ثلاث سنوات” على خلفية قضية سياسية واجهت ظروف قاسية وغير إنسانية داخل محبسها في سجن القناطر بحرمانها من العلاج، الأمر الذي فتح أبواب جسدها على مصرعيه رغماً عنها أمام تمكن المرض منها وبعد أن كانت تعاني من بؤرة سرطانية صغيرة جدا في الكبد؛ أصحبت تعاني من تضخم في البؤر السرطانية وتقيئ دم بشكل مستمر وتكرار دخولها في غيبوبة ومن أسوء إلى أسوء.

وعليه فإننا نطالب السلطات المصرية بالالتزام بنصوص قانون تنظيم السجون 396 لسنة 1969 والمعدل بالقانون 106 لسنة 2015، مع المريضة رباب عبد المحسن ووقف معاناتها بتقديم الرعاية الطبية اللازمة لحالاتها والتحقيق مع إدارة سجن القناطر في وقائع الإهمال الطبي مع المحتجزات وكذلك الكشف عن ملابسات واقعة الحاجة صفية ونشرها إعلامياً واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتورطين في واقعة وفاتها في حال صحة المعلومات المذكورة في رسالة المحتجزات.

نحن نسجل

الإثنين 10سبتمبر 2019

القاهرة – مصر