طفولةُ قلب، لطالما مَثّلَ أبي “سَلمان العودة” هذه العبارة، بَلغ الستين وقلبُه على سجيةِ طفلٍ في الخامسة!

أَكبِروا شأني ولكن دَلِلوا.. فيّ طفلًا خالِدًا لا يكبُرُ

حَملَ الطفولةَ بين جنباتِه إلى وسائلِ التواصلِ الاجتماعي ما أن انتشرت، فجعلها منصّة عكس عليها برائتَه، فكان الجميعُ يعرف عنه كُل شيء، رحلاته، علاقاته، صفاته.. فهو يصور ويدوّن كلَ شيءٍ، أحب حتى أعدائه لدرجة أنه كتب فيهم كتاب “شكرًا أيّها الأعداء”.

لطالما تأمل الأشياءَ بعينِ فطرته النقيّة، تراه يتعجب ما حوله وكأنها المرة الأولى التي يراه فيها..

يتذوق طعام فيقول “هذا أطعم شيء” ، يرى ما هو جميل فيقول “هذا أجمل شيء” ، يجلس في مكان أحبه فيقول  “هذا أحلى مكان”.

أنامُ ملء جفوني عن شواردها.. ويسهرُ القومُ جرّاها ويختصمُ

كان ينام في أي مكانٍ أحبَه، فقط يتكئ على شيءٍ ويضع رأسه فيغرقُ في النومِ.. فلم يكُن يكِنُّ ضغينةً لأحد..

أذكُر له ذات مرةٍ  في مجلسٍ ذكر أحدهم اسم رجلٍ يُسخّر نفسه للتحريضِ عليه والشتيمة فشتم أحد الجالسين الرجلَ المحرِّض فانفعل أبي قائلًا: “ليس في مجلسي، ولن يكون لديّ وقتٍ للشتيمةِ؛ فالحياة أقصر من هذا”.

فعلمنا أن نقضيّ الوقتَ فيما نُريد وليس فيما يفرضه الآخرون.

كُلما زاد سنه أينعت طفولتهُ وكبرَ جناحاه، واتسع أمله الذي لا ينقطع…..

من كلمات الدكتور عبدالله العودة عن والده الدكتور سلمان العودة الذي تم اعتقاله في تاريخ 10 سبتمبر 2017 بسبب نشاطه الاجتماعي وطالبت النيابة العامة بإعدامه