هكذا طرحت طفلته الأسئلة! فما جواب من حرموها أبيها على براءتها؟!

فؤاد الحمادي، أبٌ وأستاذٌ ومُعين، اقتاده سِربٌ مكوّن من ثلاثين شخص بزيٍ مدني بينهم أربعة بملابسِ القواتِ الخاصة..

إلى أين تأخذوه؟!

لا جواب، فقد اقتادوه أمام عائلته ورحلوا بهِ ناحية الظلام..

افتقده طلبته، افتقده أهله وأصدقاؤه، افتقده حتى عامل النظافة في الحي الذي يسكن فيه، إذ طرق باب بيته بعد شهر من اعتقاله، يسأل عنه..

أين ساكن البيت؟! كان يرافقني الطريقَ إلى المسجدِ، يسأل عن حالي وحالِ البلاد التي منها أتيت .. أفتقده!

ألجم الصمتُ الألسنة؟! حدثوه كطفل:

سافر، غدًا يعود.. ويرافقك كما كان يفعل دائمًا!

مرت ثمانُ سنوات، ولم يعُد فؤاد بعد.. زحفت الأعوامُ بثقلها على أرواحنا في غيابه وقتل الوقتُ فينا الكثير!


من قصة معتقل الرأي الإماراتي “فؤاد محمد الحمادي” الذي تم اعتقاله في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من تاريخ 31 يوليو لعامِ 2012، وحكم عليه لاحقا بعشر سنوات بسبب عضويته في جمعية الإصلاح.