عمرو جمال ضابطُ عسكري سهل لين، فكان سهلًا حنونًا يقف إلى جوارِ من احتاجه دون ترددٍ، وشديدٌ في وجهِ الظلمِ يكرهه ويُنكره وهُنا مربط الفرس!

تخرج بالعامِ ألفين وستة، الدفعة ثلاثة وأربعين فنية عسكرية تعادل الدفعة الثامنة والتسعون حربية، ثم أُحيل للمعاش نتيجة إصابته في عينه بعام ألفين وخمسة عشر.

في الفترةِ التي عمل فيها تركت أخلاقه العطرةِ أثرًا في كلِ شيء، أحبه الجميع واحترمه، وما أن انقلبت البلاد وسادَ الظلام حتى ابتلعَ كبيرًا وصغيرا لم يشارك بشيء ضد الحكومةِ لكنه أنكر الظلم الواقع وتبرأ منه، فدفع ثمن هذا اعتقاله واختفائه قسريا بعامِ ألفين وسبعة عشر..

عذبوه وروّجوا عنه الأكاذيب، ولم يكن يومًا سوى رجلٌ صَدع بكلمةِ حق!

تخلى عنه زملاؤه وبرروا تخاذلهم بفحشٍ واهٍ، تهربوا من السؤالِ عنه وحتى ذكر اسمه فلا يطولهم ما طاله!

عمرو مثالًا للصلاح بمؤسسةٍ وُجدت للحماية ولا تحمي حتى رجالها المخلصين، وأمثاله داخلها كثيرون!

له زوجة.. له أطفال، وإن غابوا عنه فهم كالزهر ينبت بروحه…

من قصة الرائد بالقوات المسلحة/ عمرو جمال زكي، والتي وثقتها “نحن نسجل” اثناء عملها على ملف الاخفاء القسري في جمهورية مصر العربية.