أخي وقرة عيني عبدالله، كان طالبًا بمعهدِ الحرم، لطالما حمل همَ الحق ونصرتِه، يحزن لأمر المسلمين في بقاعِ أرض الله ومصابهم..

حَفظ حبيبي القُرآن كاملًا، أحَب الخيرَ للناس، مُتواضِعًا يعلمُ قدر النعمةِ ويحاول الحفاظَ عليها..

كان عبدُ اللهِ يمشي بشوارعِ مكّة المكرمة يجمع من الأرضِ أي ورقةٍ يُذكر فيها اسم الله، أو آيةٍ قرآنية، في بعضِ الأحيان كان يأتي بمصاحفٍ كاملةٍ من القمامة..

أجلسُ الآن أمام مكتبهِ الصغير، أبحثُ عنه بين أشيائه، أتعثرُ أحيانًا ببعضٍ مما جمع، وأقول لنفسي: “التفاصيل الصغيرة تشتاقك عبدالله” ..

مَرّ على غيابهِ عن المنزل ستةِ سنوات عجاف يقبع فيها بسجنِ العقرب! حُكم عليه بالإعدامِ في القضيةِ رقم 103 لسنة 2014 أمن دولة..

من رسالة وثقناها لأسرة المعتقل “عبدالله السيد محمد السيد” والذي تم اختطافه من قبل قوة تابعة لجهاز الأمن الوطني بتاريخ 14 مايو 2014، ليتعرض للتعذيب في سجن العازولي العسكري لمدة 45 يوما، قبل أن يتم نقله إلى سجن العقرب شديد الحراسة.