أن تولد الرحمةُ من رَحمِ الألم، وتتحدى قلوبٌ قسوةَ المشاهد وظُلمَ الطغاة..

هُنا بالسجنِ، داخل إحدى الزنزانات تفتحت عيونُ المعتقلين على عدد من بسكويت كتاكيتو متدليًا فوق رؤوسهم، لا يعرفون من أين أتى ولا مَن صاحبه..

تَلفّت الجميعُ في تساؤلٍ وحيرة..

– مَن صاحبُ البسكويت؟ من أين أتى به؟ حسنًا متى علّقه!

تساؤلاتٌ أُثارت يملك إجابتها اثنين منهم مُتابعين، أعجبهم براعة صاحب الكتاكيتو في التخفي، وبعد وقتٍ لا بأس به أجاب أحدهما..

– استريحوا يا شباب، أنا أعرفه.

– مَن؟

– إنه هشام!

ابتسم مستسلمًا..

– كيف عرفتما؟

قال أحدهما: سمعتك تطلب من أهلك أثناء الزيارةِ عبوتين.

أما الآخر فقال: دُست على إصبعي وأنت تُعلّقه فوق رأسي!

انفجرت حينها الزنزانةُ ضَحِكًا وكلٍ منهم تناول الباكو خاصته..

من قصة وثقناها للشاب “هشام ناصر” الذي تم اعتقاله في الثالثِ من يناير لعامِ ألفين وأربعة عشر وكان عمره سبعة عشر عامًا وحُكِم عليه بالسجنِ سبعةِ سنوات..

تم ترحيله من أحداث كوم الدكة إلى أحداثِ العقابية ثم سجن برج العرب ثم التغريب إلى سجنِ جمصة..