“أتركه في حمايتك”

عِبارةُ تترددُ في رأسي تكادُ تقتُلني قالتها لي أُمُه قبل وفاتِها، وحتى الآن لا أعرف أي حماية هذه!

عِندما بلغ أحمد من العمرِ أربعة عشر عامًا قرر العودة من لبنان إلى سوريا ليحضر جنازة والدته التي أرسلته سابقا إلى لبنان خوفا عليه، وفي الطريق وعِند أحد نقاط التفتيش أخذ الضابط هواتف من بالحافلة فوجدَ على هاتفه أغنية معادية لبشّار، ومِن يومها لَم نَره!

عَملْتُ قاضيًا على مدارِ عشرين عامًا، ذهبتُ للعديدِ من المسئولين، عَلمتُ أنّه من المرجح اعتقاله من قِبل القواتِ الجوية.. دفعتُ رشاوي ما يقارب أربعة عشر ألف دولارًا أمريكي لتأمين الإفراج عنه ولم أصل لشيء!

ذهبت إلى الأردن بعد أن وصلني خبر عن صدور أمر بالقبضِ عليّ، وبعدها ظهرت صورٌ مسربة عن شهداءِ سجونِ بشَار الأسد، فَتحْتُ ملفَ القواتِ الجوية على الفور، وحينها.. حينها وجدْتُ حبيبي من بينهم! 

تًسعمائة وخمسون يومًا أبحثُ عنه وأعُد الأيامَ دون كَللٍ، كُل ما تمنيته فقط أن أحميّه!

عِندما يكونُ للألمِ صوتًا!

على لسانِ ضاحيِ المسلماني عم الطفل أحمد المسلماني الذي اعتقلته قوات النظام السوي في الثاني من أغسطس 2012.