والدة الدكتور محمد الرُّكن امرأة تَبلغ من العمرِ خمسة وسبعين عاما، أصرت على حضورِ جلسة محاكمة ابنها المعتقل فلم يرحموا شيبها، منعوها السلام على فلذة كَبدها.. أصرت فهددوها بفتحِ قضية.

انفجرت بالبكاءِ .. عندما عَلِمت أن حبيبها حرموه الطعامِ عمدًا لأكثر من يومٍ ونصف!

في الزيارةِ الأولى له بسجنِ الرزين، قطعت طريقاً لساعات، وانتظرت ما يقاربها..

أصرت على السيرِ تحت شمسٍ حارقة وألا تركب سيارةَ من ظلموه، فوجئت بعد كل هذا العناءِ بحائلٍ زجاجي يحرمها لمسه، أبت إكمال الزيارة إلا وهو أمامها فتعسفت إدارة السجن.. وعادت الأم دون أن تُرمِم شقوق الفقد!

في يومٍ من الأيام، حدّثته عبر الهاتف:

“غدًا سأكون عندك، سأقبلك وأملأ ذراعي بك”

وبعد طريقٍ طويل وساعاتٍ تزحف، حدّثوها قسوة: “لا زيارة”

فلا رأفة بحالها ولا حال ابن قدّم الكثير لوطنه!

من قصة وثقها فريق “نحن نسجل” لوالدة معتقل الرأي الإماراتي الدكتور محمد الركن والذي تم اعتقاله في 16 يوليو 2012 وحكم عليه لاحقا ب 10 سنوات سجن لعضويته في جمعية الاصلاح.