رأيته يدخل إلى نيابةِ أمنِ الدولة مُكبلًا بالأغلالِ وقواهُ تخور.. كان أحدُ المختفيين قسريًا بمقابرِها أتى للتحقيقِ معه..

تظنه من المجاذيبِ لوهلةٍ حتى تقترب منه، شعره طويل وملابسه متسخة ممزقة، له أظافرَ طويلة غليظة لم تُقلّم منذ فترة، أما وجهه فنال حظًا وافرًا، فقد اغبَرّ  حتى كادت تختفي معالمه..

أبصرته يسبح في أغلالهِ بأقدامٍ متثاقلة حتى وصل إلى النافذة، رفع عينه إلى السماءِ يتأملها كحبيبةٍ اشتاقها، هَرْوَلْتُ حينها إليه..

– ما اسمك؟

صامتٌ لا يُحرك عينيه عن السماءِ ولا يُجيب! حينها استطردت:

– أخبرني أين تسكن؟ اسم أبويك حتى أتمكن من طمأنتهما عليك!

تنَهَد، أجابني بعد صمته الذي طال بكلماتٍ تزحف من فمه:

– هل لك أن تتركني  قليلًا أتأمل السماء، فأنا لم أرَ الشمسَ منذ سنتين!

قصة وثقها فريق نحن نسجل مع أحد المحامين المختصين بمتابعة قضايا الإختفاء القسري في مصر