مرت سنواتٌ عديدة، لكن لم يزل حضوره في قلبي طرياً، لا تكاد تراه إلا منشغلاً بهمٍ لأمته أو همٍ لمجتمعه، حياته القصيرة ملأها بكثير من الأحداث والمواقف.

كان شجاعاً، حتى خِلتُ أن الخوف كلمةٌ يَسمع عنها ولا يدري معناها، وكان حليما حتى أسمته أمي “سميحان”..

كان إنساناً يتألم أمام الأرملة، ويبكي لليتيم وينكسر لمرأى الفقراء والضعفاء، تفقد أوجاع الأمة وجروحها النازفة.

حمل كتاب أجله في جيبه، فكادت تصيبه رصاصات عراقية عند الحدود وهو ينقذ كويتيين فارين من الحرب، ومن بعدها تم اعتقاله من قِبل القوات السعودية.

ثم (مات) .. مات واقفاً بين أهله وقومه .. شأنه شأن الفرسان.

فالسلام عليك يا عبدالله يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حياً


من كلمات المعتقل الدكتور “محمد الحضيف” عن أخيه “عبدالله” الذي توفي من أثر التعذيب في سجون السلطات السعودية بتاريخ 13 أغسطس 1995، ولم تسلم السلطات جثمانه لأهله.

ليعتبر أول من تم تصفيته في مسيرة الإصلاح السلمي السعودي