أمي، حبيبتي هدى..
أي كلام في حقها يُقال! امتلكت جناحين بحجمِ الكون ومدّتهما على آخرهما فاحتمى بها قريبًا وغريب، كانت الأولى في كلِ شيءٍ كما وصفها أحدهم! ولهذا السبب؛ هي بين أيديهم الآن.
فللمرةِ الأولى منذ اعتقالها نعرفها، لم تَكن تترك سبيلًا للخير وإلا قطَعَتْه عدوًا دون أن تُخبر أحدًا، اكتشفناها بأسئلةٍ انهالت علينا بعد انقطاعها عمن كانت تصلهم، حتى بائع الورد وحارس العقار.
كانت زوجةً واعيةً وأمًا حنون فجمعت بين الحزمِ واللينِ في تربيتنا، لم يكن يمُر يومًا إلا وبادرت بالسؤالِ عَنّا فجمعتنا في مكالمةٍ واحدة، أحفادها لا يكفون عن السؤال:
– متى ستعود جِدتنا؟
يُعصَرُ قلبي وعَجزي يُجيب، فأنا الأخرى لا أعرف متى تعود! أفتقدُها في كًلِ شيء، لمساتَها.. نصائحها ولُطفها الذي لا ينضب!
عَلمتنا، ولازالت تُعلمنا كيف للمرأةِ القويةِ أن تكون! لم تخشَ في قولِ الحق لومة لائم، هي بيننا وإن غيّبوها!
من رسالةٍ لأسرةِ المحامية والحقوقية المصرية “هدى عبد المنعم” والتى تعرضت للاختطافِ والإخفاء القسري من قبلِ قوات الأمنِ بتاريخ 1 نوفمبر 2018.
تم تعذيبها قبل العرض أمام نيابة أمن الدولة، وهي الآن قيد الحبسِ الاحتياطي حاليًا بسجنِ القناطر.